﷽
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الهدات الثقات.
وبعد:-
ثارت زوبعتٌ حول كلمات الشيخ الأزهري محمد عبدالله نصر عندما انتقد صحيح البخاري وقال بعبارة أنه " مسخرة" ولكنه اعتذر فيما أراه ولكن خانه التعبير بسبب من ينرفزه بعبارات قبيحة فخرجت كلماته بهذا الاسلوب القبيح، ولو تمالك نفسه وسيطر على أعصابة لجعلهم يجلسون وكأن تحت مقاعدهم نارٌ تتلظى بسبب التعنت والتقليد ببلادة.
أقول:
١) هل صحيح البخاري مسخرة!؟
٢) هل هناك إجماع على صحة كل مافي البخاري ومسلم!؟
٣) هل هذا الأمر من ثوابت الدين!؟
٤) هل الأزهر وعلماء الأزهر في هذه القمة من الاحترام والعلم!؟
بالنسبة للسؤال الأول ( هل صحيح البخاري مسخرة ) !؟
ليكن معلوما لديكم بأن القرآن الكريم وحده كتاب مقدس مصان، ومحفوظ بحفظ الله تعالى إياه، فلا تقديس لصحيح البخاري ولا لصحيح مسلم ولا لكتب الأحاديث الأخرى سواء المعتمدة عند السنة أو غيرهم، لأنها حوت أخطاء وجرت عليها انتقادات من العلماء، فلا تقديس لها ومن ضمنها صحيح البخاري.
فصحيح البخاري كتاب حوى كل ما صح عن النبي ﷺ - على حسب رأي الإمام البخاري - كما قال الإمام البخاري ولكن بعد فحص وتمحيص فيه وجد فيه أحاديث ضعاف ومعللة، ومعلقة، وهناك من حكم ببعضها بالوضع، أي مكذوبة بالقطع، ومنها مخالفة للقرآن الكريم، وهناك من أهل العلم من انتقد صحيح البخاري كابن الهمام والدارقطني والعز ابن عبد السلام وأبو الوليد الباجي وعدد آخرون.
وكون الإمام البخاري بذل جهدًا في جمع الأحاديث، من خلال لحلاته قضاها في السفر من هنا وهناك، من الصين إلى المغرب، فجزاه الله تعالى خيرا، فهذا جهده وهذا اجتهاده في تأليف كتاب يحوي ما صح عن النبي ﷺ ، وبما أنه جهد فردي وقع بأخطاء، وكتابه حوى بعض الطامات التي ذكرها الشيخ عبدالله نصر منها:
هم النبي ﷺ على الانتحار وأن يتردى من فوق شاهق.
وهذه طامة مخالفة للعقيدة في الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فهل الرسول ﷺ يفعل الكبائر من الذنوب!!!!!؟ فأين العصمة!!؟
رجم القردة لقردة زنت، والقرود بهائم، ربما كبر الذكر منهم فينكح أمه أو أخته، أو الأب ينكر بناته مع أمهن، وهكذا بهائم لا عقل لها، ويتصرفون بحسب الغريزة المودوعة فيهم.
بل وهناك أمور لم يتكلم فيها الشيخ ولكني سأذكرها ومن ضمنها التطاول على النبي ﷺ وإظهاره بعدم الحياء عندما كان جالسا كاشفا عورته وهي الفخذ ويجلس معه أصحابه وهو على هذا الحال.
كون الشيطان الرجيم لا يخشى رسول الله ﷺ بل يخشى من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهذا فيه إساءة للنبي ﷺ كون الموسيقى والطبول تدق عنده فلما دخل عمر توقفت تلك المعازف.
فقد قيل أن الإمام البخاري يصحح الإسناد دون النظر للمتن وتفحصه في الغالب.
وأقول: ربما صح الإسناد والمتن منكر
وبالنسبة للسؤال الثاني
( هل هنا إجماع على صحة مافي الصحيحين ؟ )
لا يوجد إجماع بل هناك انتقادات على الصحيحين من العلماء أذكر منهم لا حقا.
وبالنسبة للسؤال الثالث
ليس من الاعتقاد بصحة كل ما في الصحيحين صحيح، ولا من شروط صحة الاعتقاد المرء فيه، ولا هو إجماع الأمة، فليست ثوابتا ولاعقيدة.
وبالنسبة للأزهر وعلمائه، فقذ ذهبوا وخارت عقولهم، ولم يكونوا بذاك المستوى العلمي والدليل عجز المحاورين في مناقشة المواضيع العلمية، وذهابهم لتحقير المحاور.
محاورهم طرح عليهم مجموعة من الأحاديث المنسوبة للنبي ﷺ مثل الانتحار، وإرضاع الكبير ، وغيرها فلم يناقشوها، بل تهربوا عنها إلى استحقار محاورهم بعدم الفهم، فلما رأيت ذلك لم أتابع الحلقة للنهاية لأنهما خسرا القضية.
بالنسبة للإجماع لا إجماع فيه
الإمام أبو الوليد الباجي المالكي من كبار شيوخ المالكية قال في كتابه [ التعديل والتخريج لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح ] أي صحيح البخاري لأنه قديما يسمى جامع الصحيح للبخاري يقول في (1/285) ما نصه مع الاختصار بالمفيد:
" بل قد تصح أحاديث ليست في صحيحي البخاري ومسلم ولذلك قد خرّج الشيخ أبو الحسن الدارقطني، والشيخ أبو ذر الهروي في كتاب ( الإلزامات ) من الصحيح ما ألزماهما إخراجه، وكما أنه قد وجد في الكتابين ما فيه الوهم ... وقد أخرج البخاري أحاديث اعتقد صحتها تركها مسلم لما اعتقد فيها غير ذلك، وأخرج مسلم أحاديث اعتقد صحتها تركها البخاري لما اعتقد فيها غير معتقده، وهو يدل على أن الأمر طريقة الاجتهاد ممن كان من أهل العلم بهذا الشأن { وقليل ما هم } " اهـ المراد منه.
والحافظ الدمياطي الشافعي، ذكره الإمام تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (10/115-120) انظره وهو يقول: " وأما إمام الدنيا أبو عبد الله البخاري ففي جامع الصحيح أوهام ... " اهـ المراد منه.
قال ابن برهان في [ الوصول إلى الأصول ] (2/172 – 174) ما نصه:
" ... خلافا لبعض أصحاب الحديث، فإنهم زعموا أن ما رواه مسلم والبخاري مقطوع بصحته، وعمدتنا أن العلم لو حصل بذلك لحصل بكافة الناس كالعلم بالأخبار المتواترة، ولأن البخاري ليس معصوما عن الخطأ، فلا نقطع بقوله، ولأن أهل الحديث وأهل العلم غلّطوا مسلما والبخاري وأثبتوا أوهامهما، ولو كان قولهما مقطوعا به لاستحال عليهما ذلك، ولأن الرواية كالشهادة ولا خلاف أن شهادة البخاري ومسلم لا يقطع بصحتها... " اهـ المراد منه.
إذن لا إجماع ولا يحزنون
ورحم الله تعالى الإمام البخاري ولكن كتابه حوى أمورًا لا نوافقه على صحتها ونسبتها إلى رسول الله ﷺ والحمد لله رب العالمين
كتبه / بدر الوراد
صباح يوم الإثنين
١٤ من شوال ١٤٣٥ هجري
٢٠١٤/٨/١١
كوالالمبور / ماليزيا