خطبة رمضان عام 1440
 أقرأ المزيد
 
خطبة رمضان عام ١٤٣٨ هجرية
كعادتي من كل عام عند بداية الشهر الفضيل رمضان أقرأ المزيد
 
المؤتمرات العربية الإسلامية
تعليقي على عقد المؤتمرات والقلوب مشتتة وفيها ما فيها أقرأ المزيد
 
أمور ينشغل بها المصلي بلا فائدة
عليك بصلاتك وخشوعك ودع عنك ما يلهيك أقرأ المزيد
 
مآذن سويسرا
تعليق حول رجل كلمني عن هدم مآذن المساجد في سويسرا أقرأ المزيد
 
مناظرة السيد يوسف بن هاشم الرفاعي لعبد الرحمن عبد الخالق
تعليق على المناظرة وما تم فيها أقرأ المزيد
 
الانتصار للنبي العدنان
 أقرأ المزيد
 
هل نعتدي عليهم بمثل ما اعتدوا علينا !!!
فكرة نقدية حول الاعتداء على المعتدي بالمثل أقرأ المزيد
 
رسول الله ليس بالفاحش المتفحش
بيان أن التفحش والبذاءة ليست من خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهما جاءت الأحاديث عن ذلك فهي مردودة عندنا غير مقبولة ولا نبرر لها أقرأ المزيد
 
التاريخ يعيد نفسه
الاتهامات الجائرة التي توجه للمفكر والباحث المتحرد للحق وليس المتعصب لمذهب ولرأي أقرأ المزيد



احفظ
العودة
رمضان والقرقيعان ومانعي القرقيعان

مقالة الأولى

صفو رمضان يعكره منكري القرقيعان

كلنا شوق في استقبال هذا الشهر الفضيل، التي تهبط فيه الرحمات، وتحل بفنائه الخيرات، ونحبب هذا الشهر لأبنائنا، بعمل حفلة تليق بطفولتهم وتشوقهم إلى الشهر الفضيل، وهي مناسبة القرقيعان، للبنات والصبيان، ينشدون الأناشيد، والدعوات الراقية التي تتخللها كلماتها الطيبة ...  (عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم ) و ( سلم ولدهم .. وخله لامّه ) وهناك مثيلاتها عند كل الأمم الإسلامية مثل فوانيس رمضان، وقرنقعوه، وقرقاعون ... الخ هذه المسميات والمناسبات الطيبة للأطفال في تشويقهم لشهر رمضان.

يخرج من بيننا من يقول ببدعية هذا العمل، وأنه لا يجوز، فلا أدري وجه منعهم لهذه المناسبة المحببة للأطفال في تشويقهم لشهر رمضان، وما دخل هذا في البدع المنكرة التي تخالف الكتاب والسنة، فهذه مناسبة تربوية للأطفال، لا دخل لها في البدع المنكرة التي تهدم الدين، وتزيد عليه بزيادات قبيحة ليس لها مستند شرعي يجيزها ... ولم يلتفت منكري القرقيعان إلى البدع التي أحدثوها وافتعلوها من أمور تدخل ضمن التوحيد، وهي تقسيم التوحيد إلى أربع أمور، وهي ألوهية و ربوبية وأسماء وصفات ثم الحاكمية، مع أن هذه الأمور لم تكن معروفة لا بعهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدين ولا من جاء بعدهم من أهل القرون الثلاثة المفضلة ... هو شرح لأحد الشيوخ يدعى ابن بطة العكبري وهو خلفي وليس سلفي، حيث توفى سنة 387 هجرية كان أول من قال بتقسيم التوحيد إلى ثلاثة، وزادوا عليه في هذا العصر بتوحيد رابع وهو الحاكمية، وكل هذه التقسمات باطلة، لكن تقديس الشخصيات صيرته قاعدة بدعية في العقيدة التي منها تم تكفير غالب المسلمين والطوائف الإسلامية، وكذلك أنتجت فرقة إرهابية مكفرة...!!!

يقول الشيخ علوي بن أحمد الحداد – رحمه الله تعالى – يرد على مقسمي التوحيد ما نصه: ( فهل سمعتم أيها المسلمون في الحديث والسير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدمت عليه أجلاف العرب ليسلموا على يده يفصل لهم توحيد الربوبية والألوهية ويخبرهم أن توحيد الألوهية هو الذي يدخلهم في الدين أو يكتفي منهم بمجرد الشهادتين وظاهر اللفظ ويحكم بإسلامهم ؟! ... فما هذا الافتراء على الله ورسوله؟!! ) اهـ

أقول لمنكري القرقيعان: إذا رضيتم بهذه القاعدة البدعية التي تمس العقيدة، فاتركوا الناس يحتفلون بهذه المناسبة وهي القرقيعان التي لا تمس الدين ولا العقيدة؟!! وإن كان عمل لم يكن في عهد السلف الصالح مثل قاعدتكم في تقسيم التوحيد؟!! فهذه بتلك !! فلا تنظروا إلى المعايب وتنسون عيوبكم !!! أتريدون أن تسلبوا الأطفال فرحتهم برمضان؟!

 


المقالة الثانية

تقسيم التوحيد والقرقيعان

مرات يعلوا الصراخ في المساجد بتبديع علماء المسلمين على أمور فرعية حفظها الناس من كثرة الترداد، منها :-

الأناشيد الإسلامية بدعة مع أن الصحابة أنشدوا أمام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ولم ينكر عليهم فهل هم أحرص من النبي عليه الصلاة والسلام.

والسبحة بدعة مضلة، جاء عن ابن تيمية بأنه قال : "التسبيح بما يجعل في نظام من الخرز ونحوه: فمن الناس من كرهه، ومنهم من لم يكرهه، وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه".!.. في مجموع الفتاوى )22/506(

وفي مجموع الفتاوى لابن تيمية (22/625) بعد أن سئل عمن إذا قرأ القرآن ويعد في الصلاة بسبحة هل تبطل صلاته أم لا؟ قال: "إنْ كان المراد بهذا السؤال أن يعد الآيات أو يعد تكرار السورة الواحدة مثل قوله: (هل هو الله احد) بالسبحة فهذا لا بأس به". اهـ

والقرقيعان بدعة شنيعة، أنظروا حتى الأطفال لم يسلموا من شرهم !

وإهداء قراءة القرآن للأموات بدعة قبيحة مع أن ابن تيمية يقول : "من قرأ القرآن محتسبا وأهداه إلى الميت نفعه ذلك والله أعلم " اهـ مجموع الفتاوى (24/300).

إنهم استغلوا سكوت علماء الكويت الذين لا يحبون الجدل العقيم معهم، لتفاهة ما يقولون، فبدعوا كل من خالف هواهم في الأمور الفقهية وأخفوا الحديث عن البدع العقدية التي تمس صلب إيمان المؤمن، فإنك لو سألت أحدهم أقال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم : ( التوحيد ثلاثة أقسام ألوهية وربوبية وأسماء وصفات) لقال: لا .

ثم إن لم يكن قد غضب عليك المتطرف من هذا السؤال فقل له هل هذا التقسيم بدعة؟! فالإجابة تكون منه إما الصراخ أو الإلتواء في الجواب.

وعلى فرض صحة تبرير المتطرفين بعدم قصدهم تكفير المسلمين من وراء هذا التقسيم أليس في إبرازهم هذا الكلام التكفيري أمام عامة الناس ما يجعل نار الفتنة تلتهب في قلوب الشباب، ليس كل ما يعرف يقال، لكن الإشكال عند التكفيريين هو أن منهجهم قائم على تكفير المسلمين بدعوى نشر التوحيد، فإن قال المتشدد قد ورد تقسيم التوحيد في الإسلام فقل له كيف لا يوضح الشارع الحكيم أمرا من جهله تعرّض إيمانه للخطر؟!!

إنها العبقرية التي جاءت بالبدع فلفقت قواعد الدين لتفرق بين المسلمين إن ديننا الحنيف علمنا أركان الإيمان وأركان الإسلام والإحسان ولم يعلمنا البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي لم توجد في القرون الثلاثة الأولى المفضلة، إن هذه البدع أخاف منها أن تبني تعصبا أعمى وهنا أستسمح من حضرات القرآء الكرام في أن أذكر طرفة تجعلُ أي متعصب يخجل من نفسه وهي أنه روي أن هناك إثنان تخاصما على شيء يرون جسمه من بعيد ولا يعرفون ما هو هذا الجسم؟  فقال أحدهم عن الجسم إنه طائر وقال الآخر لا بل إنه عنز، فتحرك هذا الجسم وطار فتبين أنه طائر فقال الذي ظن الجسم عنزًا ( عنزة وإن طارت ) فأسأل الله ألا يكون إخواني التكفيريين من أهل الإصرار على البدع العقدية.

ومن الصفات التي أتصف بها أهل التطرف في هذا الزمان، أنهم إذا أبغضوا أحدا رموه بالبدعة أو بالكفر بدون أي حوار بل والأقبح من ذلك إشاعة أمور لم يفعلها من خالفهم سوى أن المتطرفين تخيلوا أمورا في أمخاخهم فقذفوا – من خلال هذه التخيلات – المؤمنين بالباطل والذي يؤلم في هذا الأمر هو انخداع الناس وتصديق أولئك المتشددين وذلك لأن التكفيريين تستروا بستار الدين فأطالوا اللحى وقصروا الثياب والتزموا السواك .......

نعم هذه أشياء حميدة ولكنها ليست أساس الدين، لا شك في أن هناك من غرر بهم من الشباب الذي يريد الخير، ولا يعني من هذه السنن المعظمة أن من فعلها أصبح سليم اللسان نظيف القلب.

وصدق القائلون لما قالوا سلاح اللئام قبح الكلام.

اللهم إنا قد آمنا برسولك الذي  قال في الحديث «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينزعه من الناس، ولكن يقبض العلم، يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً، اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا».