خطبة رمضان عام 1440
 أقرأ المزيد
 
خطبة رمضان عام ١٤٣٨ هجرية
كعادتي من كل عام عند بداية الشهر الفضيل رمضان أقرأ المزيد
 
المؤتمرات العربية الإسلامية
تعليقي على عقد المؤتمرات والقلوب مشتتة وفيها ما فيها أقرأ المزيد
 
أمور ينشغل بها المصلي بلا فائدة
عليك بصلاتك وخشوعك ودع عنك ما يلهيك أقرأ المزيد
 
مآذن سويسرا
تعليق حول رجل كلمني عن هدم مآذن المساجد في سويسرا أقرأ المزيد
 
مناظرة السيد يوسف بن هاشم الرفاعي لعبد الرحمن عبد الخالق
تعليق على المناظرة وما تم فيها أقرأ المزيد
 
الانتصار للنبي العدنان
 أقرأ المزيد
 
هل نعتدي عليهم بمثل ما اعتدوا علينا !!!
فكرة نقدية حول الاعتداء على المعتدي بالمثل أقرأ المزيد
 
رسول الله ليس بالفاحش المتفحش
بيان أن التفحش والبذاءة ليست من خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهما جاءت الأحاديث عن ذلك فهي مردودة عندنا غير مقبولة ولا نبرر لها أقرأ المزيد
 
التاريخ يعيد نفسه
الاتهامات الجائرة التي توجه للمفكر والباحث المتحرد للحق وليس المتعصب لمذهب ولرأي أقرأ المزيد



احفظ
العودة
هل يطلع الله تعالى الغيب لأحد من خلقه؟!

علم الغيب مما اختص الله تعالى به فلا أحد يعلم الغيب سواه جل وعلا، وهذه عقيدة ثابتة عند جميع المؤمنين من أهل التوحيد والتنزيه، فالعلم المطلق لله جل وعز، فمن ادعى أنه يعلم الغيب فقد كذب، فلا الجن ولا الإنس حتى الملائكة وجميع خلق الله يعلم الغيب، وقال الله تعالى في سورة الأنعام :

{ وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، ويعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين }

وقال أيضا: { قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله، وما يشعرون أيان تبعثون }

وروى البخارِيّ عن ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: « مفاتح الغيب خمسٌ لا يعلمها إلا الله لا يعلم ما تَغِيض الأرحام إلا الله ولا يعلم ما في غدٍ إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله ولا تدري نفس بأيّ أرض تموت إلا الله ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله ».

فهذه الأدلة وهناك المزيد أن هذه من علم الله تعالى وهو الغيب، وقد كتب الله تعالى الأرزاق والآجال وكل ما كان وما يكون وما خلق وما سوف يخلق كل ذلك عنده في كتاب، وهو اللوح المحفوظ، فلله العلم المطلق والكمال المطلق، في صفاته كالعلم والكرم، كونه عالما و كونه كريما.

يأتي سؤال: هل يطلع الله تعالى لأحد من خلقه علم الغيب؟! مثل ما يوجد في اللوح المحفوظ من علوم وأمور؟!

الجواب: نعم ، فإن الله تعالى يطلع من شاء من عباده المخلصين علوم الغيب إذا شاء، ودليل ذلك من القرآن الكريم حيث قال الله تعالى في سورة الجن:

{ عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا، إلا من ارتضى من رسول }

وقال أيضا:

{ وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء }

قال أهل العلم: " أضاف الله سبحانه علم الغيب إلى نفسه في غير ما آيةٍ من كتابه إلا من اصطفى من عباده" أهـ أي ليطلعهم، أي يطلع رسله أو ملائكته كما يشاء ربنا سبحانه!!

ولعل من يقول: لو أن أحدا علم ما في اللوح المحفوظ من علوم وأمور!! فما بقي من علم الله تعالى!؟

الجواب: إن اللوح المحفوظ ليس محيط بعلم الله تعالى المطلق، فعلم الله تعالى لا يحيطه مخلوق كلوح وقلم، فإن اللوح المحفوظ وما فيه من علم إنما هو شيء من علم الله تعالى، وعلم الله تعالى يفوق ذلك بكثير، فإن أطلع اللهُ تعالى أحدًا من خلقه ما في اللوح المحفوظ، فقد أطلعه على شيء طفيف من علمه، وليس كل علمه سبحانه!!

كما أن الجنات التي خلقها الله تعالى بصفات معينة كما وصفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن فيها مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وهي جنات متعددة منها جنات المأوى، وجنات عدن، وجنات النعيم، وجنات الفردوس، وقد جعل الله تعالى جنة الفردوس أفضلها بمميزات وأوصاف خاصة ميّزها عن غيرها، ولكن ليست الفردوس وما فيها هي قمة كرم الله تعالى، فإن كرم الله سبحانه يفوق ذلك بكثير .. إذن علم الله تعالى لا يحد بلوح وقلم، وكرمه لا يحد بجنات الفردوس .. فصفات الباري جل وعلا لا تحد ولا تعد.

ففي صحيح مسلم وسنن الترمذي وابن ماجه من حديث قدسي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه مرفوعا ( ..لو أن أولكم وآخركم إنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكي إلا كما ينقص الخيط إذا أدخل البحر ).

وجاء في صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللّهِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ. فَمَا مِنْهُ شَيْءٌ إِلاَّ قَدْ سَأَلْتُهُ. إِلاَّ أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ: مَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ؟.

وفي صحيح مسلم أيضا عن أبي زيد يَعْنِي عَمْرو بْنَ أَخْطَبَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللّهِ الْفَجْرَ. وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ. فَنَزَلَ فَصَلَّى. ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ. فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ. ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى. ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ. فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ. فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ. فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا.

وفي صحيح مسلم أيضا عن أبي أدريس الخولاني كَانَ يَقُولُ: قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: وَاللّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ، فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ السَّاعَةِ. وَمَا بِي إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللّهِ أَسَرَّ إِلَيَّ فِي ذلِكَ شَيْئاً، لَمْ يُحَدِّثْهُ غَيْرِي. وَلَـكِنْ رَسُولُ اللّهِ قَالَ، وَهُوَ يُحَدِّثُ مَجْلِساً أَنَا فِيهِ عَنِ الْفِتَنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ، وَهُوَ يَعُدُّ الْفِتَنَ: «مِنْهُنَّ ثَلاَثٌ لاَ يَكَدْنَ يَذَرْنَ شَيْئاً. وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ. مِنْهَا صِغَارٌ وَمِنْهَا كِبَارٌ».

وكل هذه من علوم الغيب التي يخبر عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه رضي الله عنهم وهذا مما أطلعه الله تعالى من الأمور الغيبية!!!