قبل نحو من شهر تقريبا توفى أحد رجالات الكويت الأبرار السيد ناصر محمد الخرافي – رحمه الله تعالى – وله من الأعمال الطيبة والعلاقات مازاد من صيته بين دول الشرق الأوسط، ومما لفت نظري خلال تأبينه عند البعض، ومنهم من ذكر من مآثره من باب أذكروا محاسن موتاكم كما قال صلى الله عليه وآله وسلم، فيها أمور تثلج الصدر .
كنت في مجلس لصالون ثقافي، فتكلم أحد الأحباب وهو السيد بدر السيد عيسى الرفاعي عندما عرّج بنا الحديث عن شخصية ناصر الخرافي فقال بأن له مقالتين طيبتين ذكرهما في خضم ما جرى من أحداث بين دول الخليج وإيران، وما مرت عليه دولة البحرين من أحداث ما أثير فيه بين الشيعة والسنة، وكانت مقالته الثانية قبل أن يتوفى بأيام يذكر ويؤيد السيد حسن نصر الله ويصفه بالنصر الإلهي ويثني عليه وعلى حزب الله اللبناني المرابط هناك، واسم مقالته ( عيش العزة أو موت الكرام ) نشرت في أحد الجرائد الكويتية والأخرى ( عدو فاجر وصديق غادر ) .
ثم عقب السيد بدر السيد عيسى الرفاعي وقال: ما رأيت أحدًا ممن يتهمون غيرهم بالتواطء مع حزب الله، أو بالرفض، أو بالمجوسية أو بالصفوية أو بالخلايا الخاملة والنائمة، أن يوجهوا هذه الأتهامات لناصر الخرافي رحمه الله، فهم أمام ناصر الخرافي سكتوا، وألجمت أفواههم، وأمام غيره تراهم سليطي اللسان عليه.
ومن تعابيره في المقالتين (نحن معكم ياسيد النصر الإلهي) ومنها ( لن نكترث لتهديدات من هنا، او محاولات لقطع الارزاق من هناك، فالمبدأ بالنسبة الينا فوق كل شيء، والموت اهون علينا من حياة ملؤها الذل والهوان ... ان عزنا وفخرنا وقوتنا في اسلامنا وقوميتنا وان كنا نعتب على بعض القوميين من امتنا سكوتهم وصمتهم عما يحاك للابطال من مؤامرات، ولم نسمع لهم صوتا، ومع ذلك وعلى المستوى الشخصي ولولا امنك الشخصي، وامانك الذي يحاول العدو زعزعته على الدوام، لوهبتك سكني وبيتي المتواضع لتؤوي فيه محبة وتأييداً ودعماً لكم ... ) وكلام طيب أتمنى منكم قراءة ما فيه.
قلت بعدما اطلعت على المقالتين: لو قال هذه الكلمات أي رجل عادي بسيط لحكموا عليه بالرفض وموالاة لحزب الله اللبناني ولاعتبروه من الخلايا النائمة لهذا الحزب في الخليج واتهموا ولاءه للبلد ... نسأل الله تعالى العافية، على الرغم من ذلك ما تجرأ أحد منهم أن ينطق بكلمة ضد الخرافي إن كانوا أصحاب مبدأ وولاء للوطن كما يلجلجون!! وليس موقف ناصر الخرافي يؤدي إلى عدم ولائه للبلد، ولكن كل وجهته هو نصر الإسلام والمسلمين، والوقوف في وجه أعداء الأمة من الإسرائيليين ومن والاهم ... فنصرة الإسلام والمسلمين هي أسمى غاياتنا، وإن كان الصامد في وجه الإسرائليين بيننا وبينه شحناء أو عداء، فهذا لا يطغى على أن نمد يد العون لنصرة من ينصر الإسلام، ويرفع راية الدين ...
فرحم الله ناصر الخرافي وتغمد روحه الجنة.