خطبة رمضان عام 1440
 أقرأ المزيد
 
خطبة رمضان عام ١٤٣٨ هجرية
كعادتي من كل عام عند بداية الشهر الفضيل رمضان أقرأ المزيد
 
المؤتمرات العربية الإسلامية
تعليقي على عقد المؤتمرات والقلوب مشتتة وفيها ما فيها أقرأ المزيد
 
أمور ينشغل بها المصلي بلا فائدة
عليك بصلاتك وخشوعك ودع عنك ما يلهيك أقرأ المزيد
 
مآذن سويسرا
تعليق حول رجل كلمني عن هدم مآذن المساجد في سويسرا أقرأ المزيد
 
مناظرة السيد يوسف بن هاشم الرفاعي لعبد الرحمن عبد الخالق
تعليق على المناظرة وما تم فيها أقرأ المزيد
 
الانتصار للنبي العدنان
 أقرأ المزيد
 
هل نعتدي عليهم بمثل ما اعتدوا علينا !!!
فكرة نقدية حول الاعتداء على المعتدي بالمثل أقرأ المزيد
 
رسول الله ليس بالفاحش المتفحش
بيان أن التفحش والبذاءة ليست من خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهما جاءت الأحاديث عن ذلك فهي مردودة عندنا غير مقبولة ولا نبرر لها أقرأ المزيد
 
التاريخ يعيد نفسه
الاتهامات الجائرة التي توجه للمفكر والباحث المتحرد للحق وليس المتعصب لمذهب ولرأي أقرأ المزيد



احفظ
العودة
سب الصحابة رضي الله عنهم جميعا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله ومن والاه .... وبعد

إن من سب الصحابة جميعا دون استثناء أو كفرهم أو لعنهم فقد كفر، أما إذا سب آحادهم فلا يكفر إن كان لشبهة أو تأويل فاسد، ومن سب آحادهم مستحلا دون تأويل أو شبهة فهو كافر، وذلك لأن سب الصحابة جميعا أو واحدا منهم مستحلا فقد رد على كتاب الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وعاب من مدح الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وخالفهما.

وقال الشيخ عبد الرحمن الجزيري في كتابه " الفقه على المذاهب الأربعة" (5/374) ما نصه:

" قالوا: و من سب صحابيا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانه يعزر ويحبس، ولا يحد، و مثل السب تكفير بعضهم ... أما من كفر جميع الصحابة فإنه يكفر بالاتفاق، لأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة، و كذب الله و رسوله" اهـ

وفي فتاوى السبكي للتاج السبكي (5/580) يقول: " ... وَالْحَدِيثُ الَّذِي يُرْوَى ((مَنْ سَبَّ صَحَابِيًّا فَاجْلِدُوهُ)) إنْ صَحَّ فَمَعْنَاهُ صَحِيحٌ؛ لأَنَّ وَاجِبَهُ التَّعْزِيرُ وَهُوَ يَقْتَضِي أَنَّهُ لا يَقْتَضِي كُفْرًا وَلا قَتْلا." اهـ

وفي نفس المصدر يقول التاج السبكي (3/573) ما نصه:

" ... إنَّمَا يَثْبُتُ ذَلِكَ لِمَجْمُوعِهِمْ لأَجْلِ صِيغَةِ الْجَمْعِ وَاسْتِغْرَاقِ الْعُمُومِ. وَيَنْبَنِي عَلَى هَذَا الْبَحْثِ سَبُّ بَعْضِ الصَّحَابَةِ فَإِنَّ سَبَّ الْجَمِيعِ لا شَكَّ أَنَّهُ كُفْرٌ وَهَكَذَا إذَا سَبَّ وَاحِدًا مِنْ الصَّحَابَةِ حَيْثُ هُوَ صَحَابِيٌّ؛ لأَنَّ ذَلِكَ اسْتِخْفَافٌ بِحَقِّ الصُّحْبَةِ فَفِيهِ تَعَرُّضٌ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلا شَكَّ فِي كُفْرِ السَّابِّ.

وَعَلَى هَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُحْمَلَ قَوْلُ الطَّحَاوِيَّ [ وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ ] فَإِنَّ بُغْضَ الصَّحَابَةِ بِجُمْلَتِهِمْ لا شَكَّ أَنَّهُ كُفْرٌ، وَأَمَّا إذَا سَبَّ صَحَابِيًّا لا مِنْ حَيْثُ كَوْنُهُ صَحَابِيًّا بَلْ لأَمْرٍ خَاصٍّ بِهِ وَكَانَ ذَلِكَ الصَّحَابِيُّ ... فَهَذَا لا يَقْتَضِي تَكْفِيرًا، وَلا شَكَّ أَنَّهُ لَوْ أَبْغَضَ وَاحِدًا مِنْهُمَا لأَجْلِ صُحْبَتِهِ فَهُوَ كُفْرٌ " اهـ

وفي منح الجليل شرح مختصر الخليل لمحمد بن عبد الله الخراشي الأزهري (4/461) يقول:

" (أَوْ سَبَّ صَحَابِيًّا) فَيُبَالَغُ فِي تَأْدِيبِهِ . عِيَاضٌ سَبُّ آلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ وَأَصْحَابِهِ وَتَنْقِيصِهِمْ حَرَامٌ مَلْعُونٌ فَاعِلُهُ, وَمَشْهُورُ مَذْهَبِ الإِمَامِ مَالِكٍ " رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " فِي هَذَا الاجْتِهَادُ وَالأَدَبُ الْمُوجِعِ. الْحَطّ الْقُرْطُبِيُّ لا خِلافَ فِي وُجُوبِ احْتِرَامِ الصَّحَابَةِ وَتَجْرِيمِ سَبِّهِمْ, وَلَمْ يُخْتَلَفْ فِي أَنَّ مَنْ قَالَ كَانُوا عَلَى كُفْرٍ أَوْ ضَلالٍ كَافِرٌ يُقْتَلُ لأَنَّهُ جَحَدَ مَعْلُومًا مِنْ الشَّرْعِ وَكَذَّبَ اللَّهَ تَعَالَى وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَا مَنْ كَفَّرَ أَحَدَ الْخُلَفَاءِ الأَرْبَعَةِ أَوْ ضَلَّلَهُمْ, وَهَلْ هُوَ كَالْمُرْتَدِّ فَيُسْتَتَابُ أَوْ الزِّنْدِيقِ فَلا يُسْتَتَابُ, وَيُقْتَلُ عَلَى كُلِّ حَالٍ فِيهِ خِلافٌ." اهـ

قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم (16/78) ما نصه: " قال القاضي: وسب أحدهم من المعاصي الكبائر، ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل، وقال بعض المالكية: يقتل." أهـ

وفي "فيض الباري شرح صحيح البخاري" ليعقوب بن حسن الكشميري الحنفي (1/192) يقول: " والمحققُ أن سبَّ الصحابة رضي الله عنهم كلِّهم أو أكثرهم كفرٌ. وسبَّ صحابي واحد أو اثنين فسق " اهـ

ففي كشف الخفاء للعجلوني قال بعد كلام :

".... روى البغوي في شرح السنة بسند صحيح عن أبي هريرة أن رجلا سب أبا بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم والنبي جالس لا يقول شيئا، فلما سكت ذهب أبو بكر يتكلم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم واتبعه أبو بكر، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبني وأنت جالس، فلما ذهبتُ أتكلم قمت، قال إن الملك كان يرد عنك، فلما تكلمت ذهب الملك ووقع الشيطان فكرهت أن أجلس.

وأخرجه البيهقي في الشعب عنه بلفظ فقال أبو بكر أوجَدْتَ عليَّ يا رسول الله؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل ملك من السماء ليكذبه بما قال فلما انصرف وقع الشيطان، فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان، قال ففيه إشارة إلى أن الملك والشيطان لا يجتمعان، وذهاب الملك في قصة أبي بكر ليس لحضور الشيطان، بل لما انتصر أبو بكر لنفسه ارتفع عن المجلس الملك الذي نزل للرد عنه، فلما ذهب الملك وقع الشيطان. " اهـ

وفي حاشية السندي على النسائي (4070) قال:

" ...  عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: تَغَيّظَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَجُلٍ فَقُلْتُ: مَنْ هُوَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِ؟ قَالَ: لِمَ؟ قُلْتُ: لأَضْرِبَ عُنْقَهُ إنْ أَمَرْتَنِي بِذَلِكَ قَالَ: أَفَكُنْتَ فَاعِلاً؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَوَاللّهِ لأَذْهَبَ عِظَمُ كَلِمَتِي الّتِي قُلْتُ غَضَبَهُ ثُمّ قَالَ: مَا كَانَ لأَحَدٍ بَعْدَ مُحَمّدٍ صلى الله عليه وسلم.

قال السندي: قوله: "تغيظ" قيل: لأنه سب أبا بكر "قال فوالله لأذهب الخ" هذا من قول أبي برزة أي أن كلامي قد عظم عند أبي بكر حتى زال بسبب عظمه غضبه. " اهـ


يتبع