﷽
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المتقين ... وبعد:-
هناك مقولة وهي : أن التاريخ يعيد نفسه ... ولقد لمست ذلك جليًّا من خلال النقاش والحوار تتضح لي الأمور شيئا فشيئا ، حيث كنت ألوم المؤرخين بأنهم يبالغون في الشيء، ولكنهم قد صدقوا ... منها من يدافع عن آل البيت الكريم عليهم السلام يلاقي الهموم والاتهامات حتى في دينه وعرضه.
فإن هناك من علماء الأمة ممن دافعوا ونافحوا عن آل البيت والذب عن حياضهم رُموا في دينهم بأنهم ضلال، مبتدعة، بل وروافض كما جرى مع عدد من أهل الخير حتى وصل الأمر إلى أهل العلم كابن جرير الطبري رحمه الله تعالى رمي بالرفض والإلحاد!! وابن فورك وعدد آخرين..!!
وخلال الدفاع عن آل البيت والأسرة الهاشمية رمينا بأننا مجوس أو صفوية..!!! وما نقموا منا إلا أننا دافعنا فقط عن آل البيت عن سيدنا الحسن والحسين عليهم السلام!!! ... وللأسف أنه كلمني واحد من الإخوة بأن هناك من قال بأن الإمام زيد بن علي زين العابدين خارجي خرج ضد إمام عادل بويع بالخلافة وهو هشام بن عبد الملك بن مروان !!! كلام غريب ما تجرأ أحد على ذلك !!! والمشكلة أن أصحاب الكلمات القاسية والجريئة ضد آل البيت يدعون الإنتماء لأهل السنة والجماعة ويقولون بقولهم ...!!!!!
بل والتعصب لأعداء آل البيت، سمة واضحة فيهم، كما فعل من ينتسب للإمام أحمد مذهبه يتحامى ليزيد بن معاوية ، وتجده فظًا غليظ القلب، قبيح الطباع ، مجسم مخالف للعقيدة الصحيحة، كما حدث من البعض على الآخرين، ولذلك ثار عليهم الإمام الحافظ ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - على أصحابه من الحنابلة الجفات ينصحهم لعلهم ينتصحون ...!!!
ومنها التعصب للمذهب ورمي الأخرين بالضلالة والبدع!!!
وكلمني شخص بأنه كيف أثني على كلام وزير الخارجية لسلطنة عمان حيث قال أن الشيعة والسنة مذهبين يتبعان السنة النبوية الشريفة وليست هناك مشكلة، والحقيقة أنهما قد تقاتلا وقامت بينهما حروب وعداءات، هذا غير التضليل لبعضهما البعض ...!!!
قلت له: حتى في مذهب السني الواحد جرى بينهم خلافات ومخالفات، فالشافعي لا يصلي خلف مالكي، والمالكي لا يتزوج من حنبلية ، والحنابلة قد سيطروا على القضاء والحكم وأجبروا الناس على اتباع مذهبهم أن يتمذهبوا به وهكذا ... بل لو تقرأ التاريخ فإنه مليء من المخالفات بين المذاهب الأربعة وقامت فتن بينهم ... على سبيل المثال مدينة طبرستان يسكنها طائفتين السنة والشيعة الإمامية، أما السنة فإنهما فريقين شافعية وحنبلية فتعاونا ضد الإمامية وأخرجوهم من الديار، ثم ثارت الفتن بين الحنبلية والشافعية بعد ذلك، فغلبوهم الشافعية وأخرجوهم ... فأضحت طبرستان شافعية منذ ذلك الوقت.
هذا مثال على الاقتتال والفتن بين المذاهب حتى في عهد قريب قبل سبعين سنة أو خمسين سنة تقريبا في الحرمين الشرفين كل مذهب له منبر محراب فللشافعية مئذنة ومنبر وإمام يؤمهم، وللمالكية كذلك والأحناف والحنابلة، وكل مذهب يصلبي خلف مذهبه، فهذه تفرقة واضحة!!! هذا في مذهب واحد أهل السنة والجماعة ....!!! ومصادرهم واحدة!! مختلفين، مع أنه لا فرق ولا مشكلة كل يتبع السنة.
فكذلك المذاهب والفرق الإسلامية الأخرى، لهم أسانيدهم وطرقهم الموصلة إلى سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..!!!
كتبه
بدر الوراد