الحمض الوراثي DNA
الحمض النووي أو ما يسمى بـ DNAهو حمض مسئول عن الوراثة، لا نرث من أجدادنا الصفات الجسمانية فحسب، بل حتى الطبائع، والسلوك، والأفكار، والأجداد يؤثرون علينا بها من دون سيطرة ولا إجبار، تأتينا على هيئة فكرة أو خاطرة فنسرُّ بها، وكأنها من بنات أفكارنا، فيظن أن طرأت عليه فكرة ما ويرى صوابها!!
وبالشكل العملي، تجدُ أسرةً ما تميز بين أبنائها، وتشبهه سلوكهم بسلوك من مضوا من الآباء والأجداد، على سبيل المثال:
رجل أصبح جدًا وأدرك أحد أحفاده وقد ولد له مولودٌ، فقال الجدُّ لحفيده: ابنك هذا يشبه في طباعه عمي فلان الذي توفى منذ أكثر من ستين سنة، وأنت لم تدركه!!
أمثلةٌ كثيرةٌ لا تحصى من هذه الأمور التي تجرى بين الأسر.
وهناك دليل على ما أقول غير الذي ذكرت وهو:
جاء فيكتاب الله تعالى: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} سورة آل عمران:34.
وجاء حديث عن أهل عمان كما في صحيح مسلم عن أبي برزة الأسلمي (نضلة بن عبيد) رضي الله عنه...
رقم الحديث(2544) يقول أبو برْزة: "بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ ، فَسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ ، فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ ،مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ)) ".
هذا هم أهل عمان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أهل طيبة وحلم وكرم، ولم يزالوا كذلك حتى يومنا هذا وهم على طباعهم لم يتغيروا، وذلك لأسباب عدة ومن ضمنها تأثير الآباء والأجداد ...!!
وقال تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} سورة آل عمران:183.
تأمل خطاب الله تعالى لليهود الذين أدركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بأنهم قتلوا الأنبياء والرسل قبل رسول الله ﷺ ،فالسؤال هنا، هل أدركوا الأنبياء والمرسلين من قبل؟
الجواب: لا .
إذن فلم الخطاب موجه إليهم كأنهم فعلا قتلوا الأنبياء والمرسلين وفعلوا ما فعلوا؟!
الجواب:
هذا الخطاب لهم ولأجدادهم الذين يملون عليهم هذه الأفكار والسلوك والطبائع عن طريق الحمض النووي DNA.
فقد نهجوا نهجهم مع رسول الله ﷺ من حيث يتلاعبون في الأقوال، ويشاغبون، ويتملصون في الكلام،كمثل ما يفعل آباؤهم وأجدادهم مع الأنبياء والمرسلين من قبل تماما، وقد حاولوا قتل رسول الله ﷺ مرتين، ونقضوا عهدهم معه ﷺ كنقض عهودهم مع الأنبياء والمرسلين، فهذه الطبائع والسلوك، والتصرفات من أين أخذوها!؟ وكيف اهتدوا إليها ...!؟ فتأمل ...!!
وللأجداد أفكار ربما يؤثرون علينا بها، منها ما هو إيجابي في وقتنا
ومنها ماهو سلبي، على سبيل المثال
جاءني شاب يشتكي بأنه لا يستوعب اللغة الإنجليزية
مهما فعل ومهما كرّس نفسه لتعلمه ودخل الدورات التعلمية بلا فائدة
وصل به الأمر لليأس
وهذا سيقلل من معدله في تحصيل الدرجات في الدراسة
إن استمر الحال معه على ذلك.
وكل مشكلته هم الأجداد، يرون هذه لغة
لغة أعداء الإسلام ومحتلي الأراضي الإسلامية
فلابد من جهادهم وقتالهم
فكيف يتعلم لغتهم، فلا بد من تعليهم والتأثير عليهم
بأنها لغة العصر ولغة التطور التكنولوجي، ولغةالصناعة
ولم تكن لغة أعداء الإسلام.
الأمر كان سلبيا عندهم، هو إيجابي عندنا
والأمر الإيجابي عندهم ربما كان سلبيا عندنا، نحتاج لتفهيمهم
وزيادة الوعي لهم وليس التسليم في كل شيء لهم، وهو عدم التقليد
قلد في الأمر النافع بعد فحص وتمحيص،والذي لا ينفع اتركه.
لذا عاب الله تعالى أقواما قلدوا أجدادهم
ولم يعملوا بعقولهم حتي في العقائد في أكثر ما آية