خطبة رمضان عام 1440
 أقرأ المزيد
 
خطبة رمضان عام ١٤٣٨ هجرية
كعادتي من كل عام عند بداية الشهر الفضيل رمضان أقرأ المزيد
 
المؤتمرات العربية الإسلامية
تعليقي على عقد المؤتمرات والقلوب مشتتة وفيها ما فيها أقرأ المزيد
 
أمور ينشغل بها المصلي بلا فائدة
عليك بصلاتك وخشوعك ودع عنك ما يلهيك أقرأ المزيد
 
مآذن سويسرا
تعليق حول رجل كلمني عن هدم مآذن المساجد في سويسرا أقرأ المزيد
 
مناظرة السيد يوسف بن هاشم الرفاعي لعبد الرحمن عبد الخالق
تعليق على المناظرة وما تم فيها أقرأ المزيد
 
الانتصار للنبي العدنان
 أقرأ المزيد
 
هل نعتدي عليهم بمثل ما اعتدوا علينا !!!
فكرة نقدية حول الاعتداء على المعتدي بالمثل أقرأ المزيد
 
رسول الله ليس بالفاحش المتفحش
بيان أن التفحش والبذاءة ليست من خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهما جاءت الأحاديث عن ذلك فهي مردودة عندنا غير مقبولة ولا نبرر لها أقرأ المزيد
 
التاريخ يعيد نفسه
الاتهامات الجائرة التي توجه للمفكر والباحث المتحرد للحق وليس المتعصب لمذهب ولرأي أقرأ المزيد



احفظ
العودة
الهلع من الموت

الموت

يُصاب الناس بالهلع والخوف لدرجة الهسترة عند سماع الموت أو ملك الموت، مع أن ملك الموت ملك كريم رؤوف رحيم عطوف، وهو يهوّن على الناس عند الموت، وليس ملك قاس عديم الرحمة أبدًا ... وهذا مفهوم خاطيء!! تم تصور عنه بطرق متعددة.


الموت هو مرحلة انتقالية من حياة إلى حياة أخرى، من حياة الدنيا التي خبرناها وعرفناها إلى حياة تسمى حياة برزخية التي نجهل عنها الكثير!!! فهي حياة خاصة للأنفس أو الأرواح دون الأجساد أن تكون معها، حياة كاملة ولكن ليس فيها زواج وتكاثر، أو موت، أو دولة ورئيس ومرؤوس، وليس له مال وعمل وكد وغير ذلك، هي حياة مختلفة متغايرة، لا يشعرون بالوقت، وتتساوى عندهم الأزمان، ويرتقون من مستوى إلى أعلى حسب أعمالهم، وصدقاتهم الجارية، أو من يدعو ويوصل الأجر لهم من أعمال البر، ويرتقون.


نعم هم يحسون بنا ويطلعون علينا، كوننا أبناءهم ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا،  وإذا ناديناهم حضروا، ويكونون معنا في احتماعاتنا العائلية وفي مناسبات مختلفة، هؤلاء الأموت وهم أحياء بحياة خاصة.


أما الشهداء فحياتهم أرقى وأسمى منهم بكثير حدا جدا كما قال تعالى عنهم {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} سورة آل عمران: ١٦٩.


إذن فلماذا الخوف والهلع عند حضور الموت؟


السبب هو ما توارثناه من قصص وعظية، وكلام من تصورات بعض الصالحين كون حياة البرزخ سفر طويل فيه الجهد والتعب والمصائب، وهل أعمالنا تعيننا للوصول للنهاية أم سينقطع الزاد ونحن في منتصف الطريق!!!؟


وقصة ضمة القبر وتكسير الضلوع، وشجاع الأقرع، ومنكر ونكير، وغير ذلك، من حيث أخذت الناس تصاب بالهلع بسبب ذلك، حتى تولد عند البعض أن الله تعالى جلاد يريد لنا الشر بعد الموت، ما أنْ يوضع الميت في قبره ويدفن تماما حتى تبدأ مسيرة الشقاء والعنت عند لحظة الانتهاء من الدفن إلى قيام الساعة، وهو يمر في طور شقاء ثم طور الضمة ثم طور العذاب وهكذا ...


والحقيقة لا شقاء ولا عذاب ولا شيء من ذلك يحدث!!

لا ضمة ولا شجاع الأقرع ولا شيء من هذا أبدا!!! لا على الصالحين ولا الطالحين أيضا!!!


نعم بعض الأشقياء يعذبون في البرزخ مثل فرعون وأضرابه وأبوجهل وعتبة بن ربيعة، وأمثالهم، ولكن هذا الأمر ليس عاما على جميع العتاة الطاغين، من أعداء الله تعالى. بل البعض الذين جاء ذكرهم بالنص!!


وقد تكلم الكثير حول عذاب القبر ونفوه تماما، ونفوا العذاب في البرزخ أيضا، والحقيقة الذي أقول به، أنه لا عذاب في القبر وهناك عذاب في البرزخ على البعض الذين ذكرتهم النصوص القرآنية دون غيرهم، فليس كل طاغ كافر مشرك يعذب في البرزخ!!! إنما عذابه في يوم القيامة عندما يعرضون على النار، أعاذنا الله وإياكم منها.


الروح شيء من أمر الله لا دخل لأحد فيها فهي ترسل، أما النفس فهي التي تموت وليس الروح، والموت لا يصحبه عذاب أو ألم كما يصورونه، والنفس هي التي تحاسب، وليس الروح.


والذين يقولون بعذاب القبر، لا أميل إلى قولهم ولست مؤيدا له تماما سواء على الروح أو الجسد، والحقيقة أن استشهادهم أو أغلبه لا أوافق عليه، وبعضه خاص للعتاة معينين دون غيرهم أو ممن في مستواهم في الانحطاط والسفلية لسوء عملهم ولكفرهم!!


الله ليس جلاّدا ، ولا تريد لنا الشقاء في الدنيا ولا في البرزخ ولا يوم القيامة، ولكن نحن من نجلب السوء لأنفسنا وننسبه إلى الله سبحانه، بطرق متعددة منها أخاديث ظنية، والاسرائيليات، ووعاظ يخلطون الغث بالسمين، وشيوخ مقلدة، وجهال وعاظ، والاعتماد على الضعيف الواهي وغير ذلك!! فانتبهوا!!!