﷽
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وآله ومن والاه.
وبعد:
قد ضعف الاهتمام والاحترام والتقدير والتوقير لرسول الله ﷺ عند عموم المسلمين إلا ما رحم الله تعالى، فلا تجد من ينتصر له إلا النادر في هذه الأمة، والمنتصر له يُرمى بالبدعة والضلالة، لأسباب إما أنه خالف المنهج، أو ضعّف حديثا في كتب الصحاح حُكم على أنها صحيحة وغير ذلك ولو فيها قدح وطعن.
وغالبنا يقلد من سبقه على الصواب والخطأ، وقليل منا من ينتبه للخطأ ويبينه للناس ناصحا، فَيُتهمُ بالبدعة ومخالفة المنهج والضلالة ... مثل إنكار الأحاديث التي تقدح بالنبي ﷺ أو برسالته مثل حديث الغرانيق، وحديث الذي فيه أنه ﷺ هم أن يلقي نفسه من فوق الشواهق فينتحر بسبب انقطاع الوحي، وحديث أن النبي ﷺ قد سحر وغيرها في كتب الصحاح وعلماء السنة.
تنبه أحد الفضلاء على أمور تكلم فيها وبعض الإخوة أيدوه بها، والبعض الآخر أنكروا عليه لسبب أن هذا طعن وقدح على العلماء المصححين لهذه الأحاديث، والقائلين بها، وأن هذا فيه مخالفة لنهج أهل السنة وغير ذلك....
فأقول: أين رسول الله ﷺ في أنفسكم؟ وفي قلوبكم!؟
القدح في النبي ﷺ أهون عليكم من القدح بغيره!؟
قدح برسول الله وتقول لي منهج وعلماء!!! أي منهج وأي عالم يرضى بقدح الرسول الأعظم ﷺ !؟
القدح بكتب الصحاح بأنها حوت أحاديث منكرة أشد عليكم من القدح التي بها على رسول الله ﷺ !؟
إن كان أصحابنا من أهل السنة ينتصرون لشيخهم وشيخ مذهبهم من روايات تقدح به عند بعض المشايخ انتصارا له مثل تأليف الشيخ الكوثري رحمه الله تعالى كتابه ( تأنيب الخطيب ) يأنب الخطيب البغدادي عندما جمع في كتابه (تاريخ بغداد) روايات تطعن بالإمام أبي حنيفة، قام الكرثري وردها وعاب عليها.
وابن الجوزي ألف كتابه ( دفع شبه التشبيه ) يبريء الإمام أحمد ومذهبه من العقائد الدخيلة من تشبيه وتجسيم لله تعالى بخلقه وبرأ ساحته ومذهبه.
والصوفيه أيضا ينتصرون لشيوخهم وأقوال شيوخهم وهكذا كل ينتصر لشيخه ومذهبه من هذه الروايات الموجودة ... ولكن النبي ﷺ لا يوجد من ينتصر له.
نعم انتصروا له ﷺ ضد الطاعنين عليه من المستشرقين والذين لا يدينون بدين الإسلام، ولكن ما أراهم تكلموا في هذه الروايات الطاعنة فيه والمنتقصة بقدره في أمهات كتب أصحابنا من أهل السنة!!!
ألفوا كتبا ينتصرون للشيوخ وللمذهب، ورسول الله ﷺ لا يوجد له كتابا واحدا ينتصرون له فيه من هذه الروايات الموجودة عند أصحابنا أهل السنة!!! " ولكن حمزة لا بواكي له".
حديث الغرانيق ما تجرأ أحد على الحكم عليه بالوضع مع أنها موجودة في كتب التفاسير ولها شروح مضحكة ومبكية في آنٍ معاً، والقصة ملخصها أن الشيطان تمثل بالنبي ﷺ وقلد صوته وأوهم الكفار أو تمثل بحبريل وأوهم النبي عندما قرأ النبي ﷺ سورة النجم حتى بلغ عند قوله: { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } قال إبليس عندئد وهو متمثلا بالنبي ﷺ أو بجبريل عليه السلام : تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتها لترتجى.
لا شك بوضعه بلا ريب!!
وحديث آخر في صحيح البخاري أنه ﷺ همّ أن ينتحر ويلقي نفسه من فوق الشواهق!!! حديث مردود وضد العقيدة في النبويات، هل الرسول ﷺ يفعل الكبائر والمنكرات!!؟
مالكم ألا تفكرون!؟ ألا تعقلون!؟
ورسول الله ﷺ يسحر ويسحره يهودي!! وهذا حديث شاذ بمره ومخالف للقرآن الكريم أن ليس للشيطان سلطان على الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ، بل فيه موافقة لزعم الكفار عندما أخبر الله تعالى عنهم أنهم يقولون على البني ﷺ { وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} فكيف توافق هذه الرواية الشاذة قول الكفار!؟
إن كان الشيطان لا يسلك طريقا يمشي به عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فما بالك بالنبي سيدنا محمد ﷺ الذي هو أكرم من عمر بمليارات المرات!!
وللحديث مؤاخذات عدة ليس هذا أوان البسط فيها.
ومنها أن النبي ﷺ كان كاشفا لفخذه، والفخذ عورة، وكشف العورة من المحرمات فكيف يدخل عليه الصحابة وهو على هذه الهيئة لا يستر عورته فلما دخل عليه عثمان بن عفان - رضي الله عنه- ستر وغطى فخذيه، فلما سئل عن هذا قال : " كيف لا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة"
هذا كلام عجيب أن النبي لا يستحي من أحد إذا كانت عورته ظاهرة إلا من عثمان فقط!!! وقد عُرف عنه ﷺ الحياء والأدب والخلق الرفيع، وقد وصى وأمر بعدم كشف العورة وسترها بها عن أعين الناس، فكيف لا يستر عورته المكشوفة، ينظر إليها من أصحابه دون عثمان!؟
يذكرون فضل عثمان ولكن فيه قدح بالنبي ﷺ !!!
وهناك أمثلة أخرى لعلي أصنف فيه كتابا انتصر به لسيدنا محمد ﷺ وأسأل الله ﷻ العون والتوفيق.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطبيبن الطاهرين.
كتبه
بدر الوراد
جمهورية ألمانيا الاتحادية - دورتموند
عصر يوم الإثنين
٢٣ من ذي الحجة ١٤٣٤ هجري
٢٨ أكتوبر ٢٠١٣ ميلادي